الدوحة (قطر) (وات) – اكد السباح التونسي اسامة الملولي خلال مشاركته في الدورة العربية الثانية عشرة في قطر انه نجم النجوم او النجم المطلق للالعأب فاختير افضل رياضي فيها.
واحرز الملولي حتى الان 13 ميدالية ذهبية في 14 سباقا وهو سيشارك الخميس في سباقين اثنين ايضا، ويعود عدم فوزه في السباق الوحيد الى استبعاده من نهائي 100 م صدرا لتجاوزه المسافة المسموح بها دوليا تحت الماء وهي 15 مترا.
وتم اختيار الملولي بناء على عدة معايير اولها انجازاته التي لم يستطع اي رياضي آخر تحقيقها في تاريخ الدورات العربية منذ انطلاقها عام 1953 في الاسكندرية، وايضا على معايير تتعلق بالمهارة والانضباط والاخلاق.
واضافة الى القيمة المعنوية لجائزة افضل رياضي، خصصت اللجنة المنظمة للدورة قيمة مالية هي 70 الف دولار، سيحصل الملولي اضافة اليها على 5 الاف دولار عن كل ذهبية نالها اي ما سيتراوح بين 65 و75 الفا.
وعوض « القرش التونسي » غياب شقيقته مروة المثلوثي نجمة الدور السابقة في القاهرة باحرازها 9 ميداليات ذهبية، وتقدم على اصحاب اكبر غلة من المعدن الاصفر ومنهم المصرية اميرة منصور في القوس والنشاب (6 ذهبيات اثنتان منها فردية اضافة الى برونزية) والسعودي محمد السعيد في الرماية (6 ذهبيات اثنتان منها فردية اضافة الى فضية) والمصرية فريدة عثمان في السباحة (6 ذهبيات منها 4 فردية)، علما بان هناك عددا كبيرا من الرياضيين الاخرين احرز كل منهم 3 او 4 او 5 ميداليات ذهبية.
وبعد ان حكمت عليه محكمة التحكيم الرياضي في 11 سبتمبر 2007 لمدة 18 شهرا وسحب ميداليته الذهبية التي احرزها في بطولة العالم لسباق 800 م حرة في ملبورن في العام نفسه بسبب المواد المنشطة، انتفض الملولي وثأر لنفسه في اكثر من مناسبة واكثر من مكان.
وكانت باكورة انجازات الملولي الذي انتهت عقوبته في ماي 2008، احرازه ذهبية سباق 1500 م في اولمبياد بكين بعد 3 اشهر فقط قاطعا مسافة السباق بزمن 84ر40ر14 دقيقة فسجل رقما قياسيا افريقيا وعوض فشله في سباقي 200 و400 م حرة عازيا هذا الفشل الى الالام التي عانى منها طول فترة ايقافه وعدم كفاية فترة الاستعداد.
وكان التحدي الاكبر والاهم بالنسبة الى الملولي في حرمان الاسترالي غرانت هاكيت، بطل العالم 4 مرات، من تحقيق انجاز لم يسبقه اليه اي سباح آخر في تاريخ الالعاب الاولمبية وهو الظفر بذهبية السباق للمرة الثالثة على التوالي في الدورات الاولمبية.
وحظي السباح التونسي باستقبال شعبي منقطع النظير لقاء هذا الانجاز الذي تحقق بعد 40 عاما والذهبية الثانية.
وبدأت مواهب الملولي المولود في 16 فيفري 1984 في المرسى والذي اعده نادي كليشي الفرنسي افضل اعداد، تتفتح بشكل خاص في الدورة العربية العاشرة في الجزائر عام 2004 بعد عام واحد من اول برونزية له في بطولة العالم 2003 في برشلونة.
واختير الشاب التونسي افضل رياضي في ذلك « الاولمبياد » العربي باحرازه 6 ذهبيات و4 فضيات وبرونزية قبل ان يتألق في بطولة العالم داخل حوض صغير في انديانابوليس في العام ذاته ويحرز ميداليتين الاولى ذهبية في سباق 400 م متنوعة، والثانية برونزية سباق 200 م متنوعة، فضلا عن بلوغه نهائي سباق 1500 م حرة حيث حل رابعا.
وكان الملولي على موعد مع الذهب بعد عام ايضا في دورة المتوسط 2005 في المرية حيث نال 3 ذهبيات قبل ان يشتبه في تناوله المنشطات الذي اكد براءته منه وانه تناول مادة « انفيتامين » لكي تساعده على البقاء صاحيا طوال الليل ليعمل على تحضير دراسة جامعية.
وخرج الملولي من ورطة المنشطات اكثر ارادة وتصميما، وركز على المسافات الطويلة في المنتديات واللقاءات العالمية فاصبح اختصاصيا في سباق 1500 م تحديدا، فاضاف الى الاولمبية اولى لبلاده منذ 40 عاما والثانية في تاريخ مشاركاتها الاولمبية بعد ذهبية العداء محمد القمودي في مونديال 1968 في مكسيكو.
وفرض الملولي نجما مطلقا في النسخة السادسة عشرة من دورة العاب البحر الابيض المتوسط عام 2009 في مدينة بيسكارا الايطالية باحرازه 5 ميداليات ذهبية مع 5 ارقام قياسية للالعاب في انجاز غير مسبوق في تاريخ الدورات المتوسطية. ودخل تاريخ دورات المتوسط من بابه العريض بعدما جمع حتى الان 8 ذهبيات في النسختي ن الاخيرتين ليسجل اسمه على لائحة نادي رياضيي النخبة الذين دونوا اسماءهم باحرف من ذهب منذ انطلاق النسخة الاولى في الاسكندرية عام 1951 وبات يعرف ب »فيلبس العرب » في اشارة الى البطل العالمي والاولمبي الاميركي مايكل فيلبس صاحب 8 ذهبيات في دورة بكين الاولمبية (رقم قياسي).
وعزا هذه النتائج الكبيرة التي حققها الى « التواضع والعمل الجيد والتدريبات الجدية وهي سبب الثمار التي أقطفها. لقد احتلفت كما يجب بالتتويج الاولمبي (في اشارة الى ذهبية 1500 م حرة في اولمبياد بكين)، ومباشرة بعد ذلك عملت بتركيز كبير للحفاظ على هدوئي وبرودة اعصابي واستأنفت التدريبات للموسم الجديد واضعا بطولة العالم في روما (2009) كهدف أساسي لتحقيق المزيد من النتائج الجيدة« .
وبالفعل توج السباح التونسي مطلع آوت 2009 بذهبية 1500 م حرة اضافة فضية سباقي 400 و800 م حرة قبل ان يتفوق في بطولة العالم داخل حوض صغير في دبي مطلع 2010 فاكد انه الاسرع في سباقه المفضل واحرز ذهبيته اضافة الى فضية 400 م متنوعة وبرونزية 200 م حرة.
وامتع الملولي في هذه الدورة كل من شاهده، وسجل عدة ارقام مؤهلة الى اولمبياد لندن 2012 اكبر موعد عالمي ينتظره السنة المقبلة منها بشكل مباشر وبعضها الاخر بشكل يحتاج الى التأكيد من الاتحاد الدولي في جوان المقبل.